كلمة عادل الماجد خلال المؤتمر المصرفي العالمي
عادل الماجد : غالبية البنوك حالياً تضع التكنولوجيا المالية في مقدمة اولوياتها
الإعلان قريبا عن تفاصيل تعاون يجمع بنك بوبيان وشركة زين للاتصالات في مجال المحفظة الإلكترونية DIGITAL WALLET
شركات التكنولوجيا المالية هي المستقبل لذا فإن التعاون والتكامل بينها وبين البنوك أفضل من الدخول في منافسة شبه محسومة
المعركة الحالية تكمن في استقطاب أفضل المواهب البشرية لذا علينا أن نطور من برامجنا التعليمية لتواكب احتياجات سوق العمل الحقيقية
في عام 2011 كان هناك 2.7 مليار شخص لا يستطيعون إجراء أية معاملات مالية حالياً أقل من 1.5 مليار والفضل للمدفوعات الإلكترونية
أكد رئيس اتحاد مصارف الكويت ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك بوبيان عادل عبدالوهاب الماجد أن الابتكارات والتقنيات المالية FINTECH تتطور بسرعة هائلة ووتيرة مذهلة كونها تضم كماً هائلاً من الفرص الاستثمارية ، يشهد لها ارتفاع إجمالي الاستثمارات فيها من 9 مليارات دولار أمريكي في 2012 إلى ما يقدر بقرابة 120 مليار دولار أمريكي في نهاية 2018.
وقال الماجد خلال مشاركته في المؤتمر المصرفي العالمي أن أحد أكبر التحديات المتعلقة بالتقنيات المالية هو التعرف على هذه التقنيات وتطبيقها في صورة خدمات وإدماجها في النظم التقليدية القائمة فضلاً عن ضرورة تبني ثقافة جديدة في إدارة الأعمال ما يعني مهارات جديدة على كل الأصعدة وبالتالي استثماراً في العنصر البشري تأهيلاً وتدريباً ورفعاً لمستوى مهاراته. وارجع الماجد النجاح الهائل لشركات شركات التكنولوجيا المالية FINTECH إلى مجموعة من الأسباب ابرزها:
- إتاحة الخدمات المميزة لجميع فئات العملاء
- الابتعاد عن النماذج المصرفية التقليدية المماثلة لخدمات البنوك
- تجربة العملاء التي تعتمد على الخدمات التكنولوجية المطورة من خلال تطبيقات سهلة الاستخدام عبر الهاتف النقّال وغيرها
وقال الماجد انه بالنظر إلى الاستثمارات التي تم ضخها من رؤوس أموال شركات الاستثمار حول العالم في شركات التكنولوجيا المالية الناشئة سنجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر المشهد بحجم استثمارات في العام الماضي بلغ 31.6 مليار دولار أمريكي تليها المملكة المتحدة بـ 5.4 مليار دولار أمريكي وأوروبا 4.4 مليار دولار أمريكي.
أسلوب الحياة الجديد
وأشار الماجد إلى أن التكنولوجيا سهلت حياتنا إلى أبعد الحدود إلا أن هناك المزيد الذي لم نراه بعد، فالتكنولوجيا الرقمية دائمة التطور بوتيرة ضخمة في الواقع حتى بات الاقتصاديون يطلقون على هذا العصر الثورة الصناعية الرابعة.
واكد الماجد "من الواضح للجميع أن العالم كما نعرفه لا يمر بتغيير فحسب بل يتم خلخلته جذرياً من قبل التكنولوجيا فهناك العديد من القطاعات التقليدية مثل قطاعات الرعاية الصحية والتجزئة وعدة قطاعات أخرى تحولت بشكلٍ كامل نتيجةً للتقنيات الحديثة".
وأضاف انه بالنظر إلى مجموعة من التطورات نتأكد إلى أين يتجه المستقبل ضارباً المثال بتقنيات حلول الدفع الرقمي وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي وسلاسل البيانات والعملات الرقمية غير المرئية والخدمات المصرفية عبر الهاتف الذكي .
بنوك المستقبل
وأوضح الماجد انعكاسات هذه التطورات على حجم مستخدمي المعاملات المالية مشيراً إلى انه في عام 2011 كان هناك حوالي 2.7 مليار شخص غير قادرين على إجراء أية معاملات مالية والآن بسبب التطور الهائل في المدفوعات الإلكترونية خارج إطار البنوك اصبح الرقم أقل من 1.5 مليار شخص وهو ما يعنى أن المدفوعات الإلكترونية ساهمت في دخول مليار شخص خلال 7 سنوات الفرصة للمنظومة المالية .
وقال الماجد انه يجب على البنوك أن تقوم بإعادة ترتيب أمورهــا للعمل بشكل أكثر مرونة وأن تخرج عن المألوف خارج إطــار الإجراءات الرسمية الصارمة التي تم وضعهــا في السابق. إن الضرورة التي يستدعيهــا هذا الوقت هي الإقرار بالتغييرات التي تحدث فيمـا يتعلق بالتكنولوجيا وتطلعــات العملاء وذلك لتقديم الخدمات والمنتجــات بشكل أسرع وأكثر ملائمة.
وأضاف " فيما يتعلق بإدماج هذه التكنولوجيا في البنوك، فمعظم البنوك حسب الاستبيانات المنتظمة تقول إنها تنظر بشكلٍ فعّال في تبني التكنولوجيا المالية كأولوية رئيسية".
وأكد الماجد إلى أن يجب أن تحرص البنوك على أن تكون لديها القدرة على الفوز بهذه المعارك على جميع الجبهات فالإخفاق في أي من هذه المجالات قد يضع استمرارية البنك على المحك.
بنك بوبيان والتعاون مع الآخرين
من ناحية أخرى أشار الماجد خلال محاضرته إلى التعاون المشترك بين البنك وبين شركة زين للاتصالات في مجال المحفظة الإلكترونية Digital Wallet والذي سيتم الإعلان عن تفاصيله قريبا بعد الحصول على الموافقات الرسمية المطلوبة .
وأضاف " يمثل الاتفاق والتعاون المتوقع نموذجا لتعاون البنوك مع شركات الاتصالات للاستفادة من قاعدة العملاء لدى الطرفين " .
وحول ما قام به بنك بوبيان لمواجهة هذه المتغيرات أشار الماجد إلى انه تمت إعادة هيكلة بعض إدارات وأنشطة البنك وآلية العمل الداخلية بما يتناسب مع هذه التطورات مع استحداث إدارة جديدة للقيام بمهام ربما لم تكن موجودة أصلاً أو لم تكن بالحجم الذي هي عليه الآن وكمثال على ذلك فقد أنشأنا مركز الابتكار والإبداع INNOVATION CENTER .
وأضاف " لم تنطلق رحلتنــا الرقمية أو رحلة الابتكــار من نقطة التصميم بل من التركيز على خدمة العملاء وراحتهم وابتكار المنتجات المصرفية والخدمات التي تناسبهم وتلبي تطلعاتهم " في الوقت الذي نؤمن به في بوبيان أن شركات التكنولوجيا المالية هي المستقبل لذا فإننا نعتقد أن التعاون والتكامل بينها وبين البنوك أفضل من الدخول في منافسة معها لذا فقد أبدينا في بنك بوبيان اهتماماً كبيراً بالابتكار والشراكة مع شركات التكنولوجيا المالية.
ونوه إلى مشاركة البنك بشكلٍ فعّال في منظومة الشركات الناشئة في الكويت كما عمل مع الشركات الناشئة إلى جانب قيام البنك بالتعاون مع منصة “Plug and Play” العالمية لكي تفتح لنا باباً على شركات التكنولوجيا المالية حول العالم . يذكر انه تم تتويج بوبيان بجائزة غلوبل فاينانس كأفضل بنك إسلامي في الشرق الأوسط في الخدمات المصرفية الإلكترونية للعام الثاني على التـــــوالي إلى جانب حصوله على اربع جوائز هي جائزة أفضل بنك إسلامي في الكويت في الخدمات المصرفية الإلكترونية وجائزة أفضل تطبيق للهواتف الذكية وجائزة البنك الأكثر ابتكارا وإبداعا وجائزة الأفضل إبداعاً في تقنيات IMAL.
معركة الفاعلية والموهبة
من ناحية أخرى أشار الماجد إلى انه على الرغم من الدخول المتوقع في معارك محتملة فإن أهمها من وجهة نظره معركة الفاعلية حيث يمكن حسب الدراسات أن توفر البنوك على المستوى العالمي 400 مليار دولار أمريكي كل عام يتم تكبدها في صورة تكاليف مباشرة وذلك عبر تحويل العملاء التقليدين إلى عملاء رقميين الأمر الذي يمكن أن يكون أقل تكلفة للخدمة بنسبة تتراوح بين 80% إلى 90% بحسب مؤسسة ماكينزي.
وأضاف " هذه فرصة كبيرة يمكن استغلالها والتركيز عليها من قبل البنوك فعبر المشاركة في معركة الفاعلية يمكن للبنوك أن تستفيد بشكلٍ مضاعف حيث لن يكون للبنوك القدرة على التفاعل بشكلٍ أكبر مع العملاء وتحقيق معدلات رضا أفضل فحسب، بل سيمكن للبنوك تحسين العمليات التي تعمل على تقليل التكلفة.
واكد الماجد أن معركة الفاعلية هامة للغاية بالنسبة للبنوك في سبيل الفوز عبر الاستفادة من التكنولوجيا والبيانات، فيجب على البنوك استخدام البيانات لتحسين نماذج التحليل التي يمكن التنبؤ بها ليس على صعيد الفاعلية التشغيلية والتخطيط فحسب بل بالنسبة لتوقع سلوك المستهلكين وما يفضلونه.
وأشار الماجد أن المعركة الثانية هي معركة الموهبة والتي لا تقل أهمية، فالقطاع المصرفي يمر بنقلة جذرية حيث ستقوم البنوك بتوسعة نطاق التوظيف وجذب أنواع جديدة من المواهب كما ستكون البنوك في حاجة إلى مهارات جديدة للمستقبل بما يتفق مع نماذج الأعمال المتغيرة الخاصة بها ولفهم احتياجات العملاء بشكلٍ أكبر.
وأضاف " ستحتاج البنوك أيضاً إلى خبراء وباحثي البيانات والمختصين في مجال الذكاء الاصطناعي ومصممي المواد المرئية والتسويق الرقمي وخبراء الإعلام والمطورين والمختصين في مجال جودة الخدمة كما ستحتاج البنوك أيضاً إلى تعيين المتخصصين في المجالات النفسية والفلسفية بالإضافة إلى المهارات المتنوعة الأخرى التي يمكن أن تقدم تصورات جديدة".